الألعاب الشعبية التقليدية وتحولها إلى الفضاء الإلكتروني

على الرغم من السيطرة الإلكترونية على الحياة اليومية بشكل عام والألعاب الإلكترونية بشكل خاص، بما فيها أوقات الفراغ، إلا أن للألعاب الاجتماعية التقليدية مكانة كبيرة تفوق أحياناً الألعاب الإلكترونية. ويرى الكثير من الخبراء بأنه كان للألعاب التقليدية دوراً فعالاً ومميزاً في تعميق الروابط الاجتماعية.
إلا إنه في الجانب الآخر يرى البعض أن التطور الهائل والسريع الذي رافق تصميم وأنتاج الألعاب الإجتماعية الإلكترونية، حوّل العالم الافتراضي إلى عالم حقيقي يجمع الناس عبر الشبكة العنكبوتية، وزاد من إمكانية بناء علاقات اجتماعية متينة مع الآخرين في مختلف أرجاء العالم. فمع تطوير إمكانية التحدث مع الآخرين ومشاهدتهم عبر الكاميرات أصبح من الممكن ممارسة هذه الألعاب الاجتماعية إلكترونياً والتواصل مع الآخرين وهو أمر ممتع للغاية بالنسبة للكثيرين.
فلعبة كرة القدم التي تعتمد أساساً على الجهد البدني والعضلي تحولت إلى لعبة الفيفا الشهيرة بشكل فردي أو ثنائي وأحياناً أخرى جماعية مع لاعبين من مختلف أنحاء العالم إلا إنها تعتمد على النشاط الذهني والعقلي، وألعاب الورق والشدة التي تعتمد الشريك المقابل للعب تحولت إلى ألعاب الكازينو أونلاين سواءً على الهواتف الذكية أو الكمبيوتر مثل موقع كازينو لبنان أونلاين، في حين أن الألعاب الفنية والقتالية الرياضية بدورها أصبحت من أشهر الألعاب التي تعتمد عليها منصات الـ PlayStation والـ XBox مثل لعبة Destiny ولعبة Call of Duty.
الألعاب التقليدية تعتمد أحياناً كثيرة على المناخ والمناسبات، فألعاب الشتاء يعتمد بعضها على رطوبة وبرودة الأرض، بينما تعتمد ألعاب الصيف على المواد المتوفرة كعيدان الآيس كريم أو بذور المشمش والفواكه الصيفية التي تُجمع مَع إمكانية بيع الحصيلة في نهاية الموسم، وعندما تسوء الظروف الجوية كانت البدائل متوفرة داخل المنزل مثل ألعاب الورق والشدّة وهوايات جمع الطوابع. وكانت تلك الألعاب الطبيعية كفيلة بتنمية التوازن البدني والعقلي والنفسي والإجتماعي لدى الطفل. على العكس من الألعاب الإلكترونية التي تعتمد كثيراً على التوازن العقلي أكثر من إعتمادها على التوازن البدني.
بالتأكيد أنه لا مجال للمقارنة بين الألعاب الإجتماعية الإلكترونية والتقليدية من جوانب عديدة. فعلى االرغم من الدور الذي تلعبه الألعاب الإلكترونية في تقوية الخيال وتربية الإبداع والمهارات، إلا أن لها انعكاساتها السلبية وخصوصاً إذا وصلت إلى مرحلة الإدمان لما تسببه من خلط بين الواقع والخيال. وتختلف الألعاب الاجتماعية سواءً كانت إلكترونية أم تقليدية في مضمونها، بين ألعاب تعتمد على الحظ كالنرد وألعاب الورق وما شابها، وأخرى تحتاج إلى مهارة وذكاء كالشطرنج وترافيان.