المثل القائل “الحياة فرص، وعلينا إنتهاز الفرص“ ينطبق تماماً على ثلاثة شبان من أصحاب الحظ السعيد، عرفوا كيف يستغلون الفرصة المناسبة في التوقيت المناسب، ويجعلون من موهبتهم سبيل يمتطون به ببراعة ثورة الشبكة العنكبوتية،  ليبلغوا الفردوس المهني، ويصلوا الشهرة العالمية والمهنية على حدٍ سواء، بدخولهم نادي الأغنياء في العالم.

هؤلاء الشبان هم بريان شيسكي، ناثان بليشارسزيك و جوي جيبيا، حيث شارك الثلاثة في أواخر عام ٢٠٠٧، في تأسيس موقع airbnb، في عمر لم يتجاوز الثلاثين سنة. كل هذا، دون أن التخلي عن التواضع والأخلاق الحميدة التي إمتازوا وتربوا عليها.

الموقع يعمل كصلة وصل بين عمليات العرض والطلب في تأجير العقارات من غرف وبيوت، بين المالك والضيف عند السفر أو السياحة. السم البدائي عند التأسيس كان airbedandbreakfast.com، ولكنه كان طويلاً كعلامة تجارية، فتم تبسيطه فيما بعد إلى airbnb.com . في عملية السفر والترحال، الكثير منّا يفضل شركات الحجز، والآخر عروض السياحة والسفر على مواقع الإعلانات المجانية عبر شبكة الإنترنت حيث المواقع المحلية ذات الشعبيةو الإنتشار، لكن الصحيح أيضاً أن الكثير منّا يرغب في الحجز بنفسه وفق العرض الذي يناسبه وفي المكان الذي يناسبه.

تتويجاً للنجاحات الباهرة التي حققتها الشركة حصلت الشركة في أواخر عام ٢٠١٠ على دعم بقيمة ٢,٧ مليون دولار من قبل مؤسستين أمريكيتين للتمويل، حيث بلغت الحجوزات ٧٠٠ ألف ليلة، منها ٨٠ بالمائة خلال النصف الثاني من العام ٢٠١٠. وخلال حدثٍ في شهر حزيران/ يونيو ٢٠١٢، بمناسبة تأسيس الشركة، أُعلن أن الحجوزات التي تمت من خلال الموقع وصلت إلى ١٠ ملايين ليلة، في أكثر من ٢٦٠٠ مدينة حول العالم. شملت الحجوزات، فيلات وشقق، وقصور، وجزر سكنية، ومساكن ريفية على الأشجار وغيرها.

يقدم الموقع آفاقاً عديدةً تأخذ بيدك حيث تريد، فتختار الأماكن المفضلة من بين العديد من الإقتراحات، وما عليك سوى استكشافها والتنعم بتسهيلاتها، دون أن يتناقض اختيارك مع الميزانية المرصودة أو المتوفرة، مع إمكانية الحجز في اللحظة الأخيرة فقد يحالفك الحظ بالحصول على ما ترغبه وبأسعار مغرية. وغدا بمثابة شركة سياحية متنقلة على الهاتف، توفر لك معلومات محدثة عن الأماكن الشاغرة ذات الخدمات الجيدة، وتطلعك على كافة التفاصيل من خلال شركات الإرشاد السياحي.

استمر الصعود الجامح لتصل الحجوزات إلى المليون في شباط/ فبراير ٢٠١١، كما ازدادت المداخيل بنسبة ٦٥٪ خلال شهر واحد. وتمكنت الشركة في آذار/ مارس ٢٠١٢ من الاستحواذ على شركتين ألمانية وإنجليزية تعملان في نفس المجال، بعد حصولها على دعم جديد بقيمة ١١٢ مليون دولار، كما حصلت على تقييم بمقدار مليار دولار، لتتحول إلى نافذة تسمح لحامل الهاتف الذكي الإطلال من خلالها على عوالم جديدة، غيرت المفهوم التقليدي لمزاولة السفر والسياحة، حيث تلتقي مع المعضلات الناتجة عن ضيق الوقت والحاجة إلى التحرك السريع والناجع، وتقدم الحلول المناسبة خلال وقت قياسي.